برعاية فخرية من معالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة-الرئيس الفخري لجمعية السنابل لرعاية الأيتام– انطلقت في مملكة البحرين، في يوم السبت الموافق 26 أبريل 2025م، فعاليات: ” المؤتمر العالمي الخامس لرعاية الأيتام لعام 2025م”، والذي تنظمه الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية بالتعاون مع “الإثر الاجتماعي للاستشارات بمملكة البحرين”.
وتناقش أوراق وورش عمله موضوع” منهجيات توظيف الذكاء الإجتماعي الذكي في مؤسسات رعاية الأيتام العربية “. وقد شهد المؤتمر سعادة السيد زياد عادل درويش وكيل وزارة التنمية الاجتماعية كضيف شرف فخري وومثلا لوزارة التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، وكذلك شخصيات قيادية في مجال رعاية الأيتام من مملكة البحرين، ومن العديد من الدول العربية الأخرى. وقد افتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة الراعي الفخري معالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة قال فيها “أتشرف أن أكون معكم في محفل علمي يسعى للمساهمة في تطوير أداء مؤسسات رعاية الأيتام في المنطقة العربية، عبر التعريف بأفضل الممارسات والتطبيقات. حيث يتناول المؤتمر في نسخته الخامسة موضوع ” الإستثمار الاجتماعي الذكي”. كما قال معايه كذلك” نرحب بكم جميعا في هذا المؤتمر في نسخته الخامسة، والذي نتشرف أن يتم إقامته في مملكة البحرين.
حيث أن رعاية الأيتام والاهتمام بهم ، هي ممارسة صادقة في مملكة الخير في ظل القيادة الرشيدة لحضرة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم ، والذي نجد جلالته في كل محفل ومناسبة، يعبر عن رعايته واهتمامه بالأيتام وأسرهم، سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وبدعم ومساندة كبيرة في تحقيق هذه الرعاية من قبل الحكومة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، وبإشراف مقدر من قبل وزارة التنمية الاجتماعية ذات التاريخ الرائد بمملكة البحرين.
وأضاف معاليه كذلك قائلا ” إن اختيار موضوع الإستثمار الاجتماعي الذكي في مجال رعاية الأيتام، لهي خطوة موفقة من قبل المنظمين. حيث أن هذا النوع من الاستثمار يختلف عن التبرع أو العمل الخيري التقليدي، لأنه يسعى إلى تحقيق تأثير اجتماعي وعائد قابل للقياس في الوقت نفسه.وإن من أهم خصائص الاستثمار الاجتماعي الذكي أنه يهتم بالتركيز على التأثير، من خلال سعيه إلى إحداث تغيير اجتماعي إيجابي يمكن قياسه. كذلك، يعمل على استخدام البيانات والتقنية لتحسين القرارات وتحقيق أكبر أثر. إضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار الاجتماعي لا يقتصر على تقديم المعونة، بل يعمل على تمويل مشاريع قادرة على توليد دخل واستمرار ذاتها.
وغالبًا ما يتم من خلال شراكات بين القطاع الخاص، الحكومي، والمجتمع المدني. إن ما يميز هذا المؤتمر، أنه يجمع من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الايتام، وكذلك في مجال الاستثمار الاجتماعي والتقنية والتكنولوجيا. وفي الحقيقة، فإن موضوع المؤتمر في غاية الأهمية، حيث نجد أن الكثير من مؤسساتنا وجمعياتنا ذات الصلة برعاية الأيتام تعتمد في تمويل مشروعاتها على التبرعات، التي تجمعها في بعض المواسم كشهر رمضان المبارك أو نحوه. وهذا دائما مايهدد تحقيق الإستدامة المالية لمشروعاتها. أما موضوع الإستثمار الاجتماعي، فهو استثمار يسعى لبناء مصادر دخل مستدامة من خلال مشاريع استثمار اجتماعي، تخفف الضغط على التبرعات وتحقق الاكتفاء.
كذلك، في هذه المناسبة أود أن أبارك للجهات العربية المتميزة، وكذلك للشخصيات الرائدة في مجال رعاية الأيتام من الذين سيتم تكريمهم. فقد قدمت مؤسساتكم الكثير والمقدر لهذه الفئة الغالية علينا جميعا. والتي عبر عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال” أنا وكافل اليتيم كهاتين”. وختاما، أشكر الجهات العربية التي تشارك في هذا المؤتمر المتخصص، وكذلك الشكر موصول لمؤسساتنا وجمعياتنا في مملكة البحرين على هذا التفاعل الإيجابي. متمنيا أن يحقق هذا المؤتمر الغايات والأهداف التي تسعون إليها.
وكيل وزارة التنمية الاجتماعية يستعرض إنجازاتها في مجال رعاية الأيتام
ثم قدم سعادة السيد زياد عادل درويش وكيل وزارة التنمية الاجتماعية كلمة ضيف الشرف الفخري للمؤتمر مستعرضا أهم انجازات وزارة التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين في مجال رعاية الأيتام، مثمنا اختيار وزارة التنمية الاجتماعية للتكريم من قبل المنظمين بجائزة التميز في مجال دعم مؤسسات رعاية الأيتام(كافل) في نسختها الخامسة. واستعرض سعادته أهم الخدمات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لدعم وخدمة الأيتام وأسرهم والجمعيات والمؤسسات التي تقدم الخدمات لهم.
الشيخ عدنان القطان يقدم كلمة رئيس المؤتمر
ثم قدم سعادة الشيخ عدنان بن عبدالله القطان نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ورئيس مجلس إدارة جمعية السنابل لرعاية الأيتام رئيس المؤتمر كلمة قال فيها ” أتشرف أن أكون معكم في هذا المؤتمر العالمي لرعاية الايتام في دورته الخامسة، والذي سعدت أن أكون فيه منذ نسخته الأولى، حيث حينها تم استضافته في مملكة البحرين في عام 2017م، برعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الممثل الخاص لجلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب ورئيس مجلس أمناء المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.
وقد تشرفنا في تلك النسخة الأولى، بتكريم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم” بجائزة الريادة في مجال رعاية الأيتام بالدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي”. وهو تقدير مستحق لهذا القائد الإنساني الكبير، والذي جعل الإهتمام بالأيتام وأسرهم على رأس اولوياته. حيث وجه جلالته يحفظه الله، وفي مناسبات عديدة، كبار المسؤولين في مملكتنا الغالية، وعبر مواقعهم المتعددة، لتضمين هذا الاهتمام الكبير في برنامج عمل الحكومة وفي سياساتها ومشروعاتها ومبادراتها.
فجزى الله خيرا جلالة ملكينا المعظم على هذه الرعاية الكريمة ذات الأثر المستدام. كذلك، تحظى البحرين بوجود شخصية قيادية كبيرة ومؤثرة، من أمثال معالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية السنابل لرعاية الأيتام بمملكة البحرين، والذي عمل على ترجمة إهتمام جلالة مليكنا المعظم بالأيتام وأسرهم، في قيادة دفة مؤسسة رائدة في مجال رعاية الأيتام، وهي ” جمعية السنابل لرعاية الأيتام”.
حيث قاد هذا العمل لتكون هذه الجمعية أنموذجا متقدما في مجال رعاية الأيتام. ونجد أن تطبيقات الإستثمار الاجتماعي، والذي هو موضوع هذا المؤتمر، قد تم تجسيده عبر مجموعة من المشروعات التي نسعى من خلالها لتحقيق إستدامة مالية للمشروعات والمبادرات لتحقيق أهدافها بيسر في هذه الجمعية الرائدة، وكذلك اثر اجتماعي كبير على المستهدفين من خدمات هذه الجمعية ، وهم الأيتام وأسرهم. وأضاف سعادته كذلك قائلا” إن “الاستثمار الاجتماعي الذكي” في رعاية الأيتام، هو تمويل أو تطوير مشاريع تستهدف تحسين جودة حياة الأيتام وتعليمهم وتأهيلهم لسوق العمل، مع ضمان استدامة مالية وتأثير اجتماعي ملموس وقابل للقياس، بالاعتماد على التحليل الذكي، والبيانات، والتقنية، والشراكات، سعيا للتحول من الرعاية التقليدية إلى نموذج استثماري ذكي.
إن مؤسسات رعاية الأيتام في العالم العربي بحاجة إلى التحول من نموذج “الرعاية” إلى نموذج “التمكين”، وهذا يحدث من خلال أدوات الاستثمار الاجتماعي الذكي ، والذي يدمج بين: الأثر الاجتماعي، والاستدامة المالية،والتقنية والتحليل،والتمويل الاستراتيجي.حينما نبحث في هذا المؤتمر عن “أهداف الاستثمار الاجتماعي الذكي” في سياق مؤسسات رعاية الأيتام في العالم العربي، فنحن نعيد تعريف دور المؤسسة من كونها جهة تقدم خدمات إنسانية فقط، إلى كيان يُحدث أثرًا مستدامًا، ويقوده الوعي المالي، والتقني، والاجتماعي.إن المنظمون لهذا المؤتمر يسعون لتسليط الضوء وابتكار حلول رعاية جديدة للأيتام وأسرهم مبنية على التقنية، وكذلك رصد وتحسين أثر كل مبادرة أو استثمار توجه للأيتام وأسرهم، وصولا لتمكين الأيتام علميًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وفي ختام هذا الكلمة، نشكر صاحب المعالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة لرعايته الفخرية لهذا المؤتمر، وكذلك الشكر موصول للمنظمين في الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وشركائهم على جهودهم لاستدامة أعمال هذا المؤتمر. متطلعين أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوة منه في رفع كفاءة وقدرات وأثر مؤسسات رعاية الايتام العربية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة رئيس الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية
وكذلك قدم سعادة البروفيسور يوسف عبد الغفارئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية كلمة قال فيها” يشرفني أن أقف أمامكم في هذا المؤتمر العلمي المعني برعاية الأيتام، وفي دورته الخامسة، والذي يقام برعاية مقدرة من قبل ” صاحب المعالي الشيخ سلمان بن عبد الله بن حمد آل خليفة-الرئيس الفخري لجمعية السنابل لرعاية الأيتام، وبحضور مقدر من سعادة وكيل وزارة التنمية الأجتماعية بمملكة البحرين سعادة السيد زياد عادل درويش.
وقد تم اختيار موضوع “استراتيجيات توظيف الاستثمار الاجتماعي الذكي في مؤسسات رعاية الأيتام العربية” ليكون موجها لمحاور أوراق عمل المؤتمر، وهو موضوع في غاية الأهمية، حيث أن جميع أشكل وأنماط منظمات المجتمع المدني، ومنها منظمات رعاية الايتام في دولنا العربية وفي العالم يشغلها تحقيق عوائد مالية وأثر اجتماعي لجميع مشروعاتها ومبادراتها وأنشطتها، لما لذلك من أهمية في استدامة أعمالها وأثرها وفق منظومة مؤسسية محترفة ترتكز على أدوات التقنية والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والتطبيقات الذكية والرقمية.
إن الاستثمار الاجتماعي هو استراتيجية استثمار تركز على تحقيق تأثير اجتماعي إيجابي بالإضافة إلى تحقيق عائد مالي. وعلى الرغم من أن الأمر لا يختلف عن إعطاء المال للأعمال الخيرية ، إلا أن التأثير على الاستثمار له نوايا خيرية قوية ، لأن الفكرة وراء ذلك تتمثل في استثمار الأموال بطريقة تساهم أو تؤدي بشكل مباشر إلى تحسين اجتماعي و اقتصادي وبيئي يمكن قياسه . ويتزايد تأثير سوق الاستثمار الاجتماعي في القطاع غير الربحي,حيث يتناول قطاعات مثل الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة. إلى جانب الخدمات الأساسية التي يمكن الوصول إليها وبأسعار مقبولة بما في ذلك الرعاية الصحية والإسكان والتعليم.
وفي الحقيقة، لقد كان الحافز الأكثر شيوعًا للاستثمار في الماضي هو تحقيق عوائد مالية.
وأغلب تحديات الاستثمار الاجتماعي في الماضي مبنية على فكرة التبرعات لمعالجة القضايا الاجتماعية والبيئية. ونظراً لإزدياد الإقبال على الاستثمار الاجتماعي في الآونة الأخيرة ، فإنَّ هناك المزيد والمزيد من الفرص للمستثمرين لاستثمار أموالهم في إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية والبيئية مع إنتاج عوائد مالية أيضاً. وعليه، كان مقترح اللجنة العلمية لهذا المؤتمر أن يتم تبني موضوع ” الاستثمار الاجتماعي الذكي” وتطبيقاته في منظمات رعاية الأيتام العربية، والسعي لتوفير موجهات استرشادية لهذا المفهوم والتطبيق في منظماتنا العربية، من خلال أوراق وورش عمل رصينة، يتم تقديمها في هذا المؤتمر بإذن الله، وفي دورته الخامسة لعام 2025مم.
وأود في هذه المناسبة أن نعلن بصورة رسمية على تبني الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، مبادرة إطلاق معيار متخصص لقياس جودة حياة مؤسسات رعاية الأيتام بالدول العربية. . هذا المعيار تم تطويره من قبل خبراء الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ، ومن خلال فريق عمل برئاسة المبدعة الباحثة السعودية الدكتورة حياة يوسف ملاوي. وبمناسبة تنظيم هذا المؤتمر ستتاح الفرصة لمؤسسات رعاية الأيتام المشاركة التعرف على هذا المعيار خلال جلسات العمل العلمية.
وختاماً، نشكر صاحب المعالي الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة على رعايته الفخرية لهذا المؤتمر النوعي والهام. والشكر موصول لضيوف الشرف والخبراء والمتحدثين من مملكة البحرين والدول العربية قبولهم دعوتنا والمشاركة باطروحاتهم العلمية في هذا المحفل العلمي.
وأختم بتقديم خالص التهاني للجهات المكرمة بجوائز التميز في مجال رعاية الأيتام في هذه الدورة الخامسة لعام 2025م. متمنيا لكم عظيم الفائدة من هذا المؤتمر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكريم الجهات المتميزة بجوائز المؤتمر
ثم بدأت مراسم تكريم الجهات المتميزة في مجال رعاية الأيتام بجوائز المؤتمر في نسخته الخامسة. حيث تم تكريم كل من: وزارة التنمية الاجتماعية بمملكة البحرين، وكذلك،”الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية( بناء) من المملكة العربية السعودية” والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في محافظة رفحاء( رؤوم). من المملكة العربية السعودية.. كما تم تكريم كل من السيد يوسف عبدالله العقاب والسيد عبد الجليل عبدالله بجوائز عطاء الدولية لجهودهما الكبيرة في تأسيس وإدارة مؤسسات رعاية الأيتام ومبادراتها لسنوات عديدة.
جلسات عمل علمية للمؤتمر
كذلك تم خلال المؤتمر تنظيم 4 جلسات علمية وورشة عمل متخصصة في مجال” استراتيجيات التمكين الإقتصادي للأيتام وأسرهم عبر أدوات الاستثمار الاجتماعي”، شارك في تقديمها خبراء من العديد من الدول العربية. وتركزت محاور أوراق وورش العمل حول موضوع” استراتيجيات الإستثمار الاجتماعي الذكي وادوات توظيفه بمؤسسات رعاية الأيتام العربية”.
تدشين معيار متخصص لقياس جودة حياة مؤسسات رعاية الأيتام العربية
كما تم خلال المؤتمر التدشين الرسمي” لنموذج تقييم الأداء المؤسسي لمؤسسات رعاية الأيتام ” إحكام” والذي ترأس فريق عمل تطويره الدكتورة حياة يوسف ملاوي المقيم والمستشار الدولي لنموذج التميز المؤسسي الدولي IIEM2023 من المملكة العربية السعودية، حيث عرضت خلال المؤتمر “عرض تعريفي بنموذج تقييم الأداء المؤسسي لمؤسسات